الحركة المسرحيّة الفلسطينيّة في الأرض المحتلّة | أرشيف

عبد اللطيف عقل وفرانسوا أبو سالم، (المتحف الفلسطينيّ)، 1970

 

الكاتب: عادل أبو شنب

المصدر:  «مجلّة الدوحة»

زمن النشر: شباط (فبراير) 1971

المصدر: أرشيف الشارخ

 

في الحقيقة، لستُ بصدد التعرّض لمعالم التجربة المسرحيّة الفلسطينيّة إبّان العهدين العثمانيّ والبريطانيّ، إذ أنّها اقتصرت على محاولات فرديّة من جانب المدارس والجمعيّات والنوادي وفرق القطاع الخاصّ، وإنّما أودّ استعراض تجربة المسرح الفلسطينيّ تحت ظلّ الاحتلال الإسرائيليّ منذ سنة 1967.

لقد ظهر في الضفّة الغربيّة حوالي 12 فرقة مسرحيّة من سنة 1967، منها ما استمرّ في عمله حتّى الآن، ومنها ما اختفى لأسباب تتضّح لنا عند التحدّث عن مشاكل المسرح المحليّ، وسنركّز هنا على الفرق التي ظهرت في مدينة القدس، على اعتبار أنّها المدينة التي شهدت أكثر تجمّع لهذه الفرق، وفيما يلي، أسماء الفرق التي ظهرت مع تعرّض سريع لإنتاجها.
 

فرقة بلالين

أنشأها أبو سالم، حيث عرض مع أعضاء فرقته:

"قطعة حياة"، وهي من إخراج فرانسوا أبو سالم، وتدور أحداثها حول وجوب التمسّك بالأرض، ومسرحيّة "الكنز"، وتدور أحداثها أيضًا حول الموضوع ذاته، ومسرحيّة “نشرة أحوال الجوّ”، والتي تتحدّث عن مشاكل العمّال والمستشفيات، والجدير بالذكر أنّ جميع المسرحيات هي من إنتاج فرقة “بلالين”، وانقسمت الفرقة إلى فرقتين هُما: 

- بلالين، وقد قدّمت مسرحيّة “القاعدة والاستثناء” لبرتولد بريخت، و”مصارعة حرّة”، من إعداد الفرقة، حيث تهاجم المسرحيّة القوى الطاغية والظالمة في العالم.

-  تلابين، وقد قدّمت مسرحيّة “تع تخرّفك يا صاحبي”، وتدور أحداثها حول المصانع ومشاكل العمّال.
 

عرض لفرقة البراعم في مدينة القدس، (المتحف الفلسطينيّ)، 1970

فرقة المسرح الفلسطينيّ

التزمت هذه الفرقة بتقديم النصوص المحلّية التي يقوم بكتابتها محمّد الظاهر، وقد قدّمت أعمالًا جديرة باحتلال مكانة جيّدة في حركتنا المسرحيّة، أمّا المسرحيّات التي قدّمتها هذه الفرقة فهي: “الرقّاصين”، وتدور أحداثها حول المشاكل التي يعانيها المواطنون في شتّى القطاعات، وهي مسرحيّة ارتجاليّة. ومسرحيّة “حريق الجحيم”، وتدور أحداثها حول الخلافات الفكريّة التي تؤدّي إلى انقسام العائلة، ومن ثمّ المجتمع نتيجة لعدم وجود احترام متبادل للرأي بين أفراد المجتمع، ومسرحيّة “مجمع الفيضانات”، حيث تتحدّث بأسلوب كوميديّ عن الصراع داخل المؤسّسة العسكريّة الإسرائيليّة بعد حرب أكتوبر، ومسرحيّة “مراكز تفتيش”، حيث تتحدّث عن معاناة المواطنين لدى تنقّلهم عبر جسر اللنبي، ومسرحيّة “الرسّامين”، وتتناول قضيّة الهجرة وكيفيّة الحدّ من ازديادها، بالإضافة إلى مسرحيّة “عند اللزوم”، التي تتناول القضيّة الفلسطينيّة، وهي من إخراج روحي عبيدو.

 

فرقة المسرح التجريبيّ:

قدّمت عملًا يتيمًا” وهو “الأيدي الناعمة”، للكاتب المصريّ توفيق الحكيم، وقد أخرج المسرحيّة عطيّة أبو رميلة.

 

معهد القدس للفنون والمسرح:

قدّم هذا المعهد الذي يُعنى بشؤون الموسيقى والمسرح عدّة أعمال من إعداده، من بينها مسرحيّة “هزيمة الشيطان الطريد”، وهي مسرحيّة استعراضيّة غنائيّة راقصة على شكل أوبريت، تحكي قصّة فلسطين والتمسّك بالأرض.

 

مسرحية باسم الأب والأم والابن، (المتحف الفلسطينيّ)، 1980.

 فرقة الفنون المسرحيّة - القدس

تأسّست هذه الفرقة عام 1970، وقدّمت عدّة مسرحيّات من إعدادها وهي: “البيت الصاخب”، ومسرحيّة “العريس المزيّف” ومسرحيّة استعراضيّة غنائيّة بعنوان “مدينة الأحلام”، وأوبريت “الإسكافيّ السعيد”، وهو أوبريت غنائيّ من قصص ألف ليلة وليلة يعالج موضوع سعادة الإنسان، وكيفيّة تحقيقه لهذه السعادة.

 

فرقة المسرح العربيّ

قدّمت هذه الفرقة عدّة عروض، مثل “ثريّا… الحياة لنا”، وهي مسرحيّة للكاتب المصريّ ثروت أباظة، وتنادي بالقضاء على الأنانيّة، ومسرحيّة “ولنا عودة”، وهي مسرحيّة للأطفال قدّمت في مسرح مدرسة الأراضي المقدّسة في بيت لحم، وهي من تأليف وإخراج راغب دعتا، وتتحدّث عن مصادرة الأراضي من قبل إسرائيل، ومسرحيّة “سنزرع الأرض من جديد”.

 

فرقة الفرافير

قدّمت هذه الفرقة ثلاثة أعمال من إعدادها، وهي “مطعم العمّ دياب”، وتدور أحداثها حول شخص غريب يحاول أن يستغلّ خلافًا بين أصحاب مطعم لمحاولته شراءه، ولكنّ هذا الغريب يُقتل في النهاية، ومسرحيّة “الطرشان لمن تصفّق”، حيث قدّمت الفرقة مسرحيّة الكاتب السوريّ سعد الله ونّوس “حفلة سمر من أجل 5 حزيران”.


 


عَمار: رحلة تُقدّمها فُسُحَة - ثقافيّة فلسطينيّة لقرّائها، للوقوف على الحياة الثقافيّة والإبداعيّة والاجتماعيّة الّتي شهدتها فلسطين في تاريخها المعاصر، من خلال الصحف والمجلّات والنشرات المتوفّرة في مختلف الأرشيفات.